الجمعة، 8 مايو 2009

على برنامج التأهيل المُقرر والذي يتم احترامه أن يحدد تركيبة ساعات اليوم (النهوض، النشاطات المقررة، المواعيد، النوم) التي يتم استعمالها بالشكل الأفضل لمصلحة النشاطات المقترحة. إن الهم الأول هو تحديد نظام للحياة اليومية ووضع قواعد للصحة.

 

تنظيم الوجبات:  يجب تحديد النظام وفقاً للوقت وبهدف ضبط تناول الوجبات. يدوم النهار من ال8 صباحاً حتى ال4 عصراً: يُقدم الفطور والغداء في قاعة الطعام (الأول عند ال8 والنصف والثاني عند ال2 عصراً)، ويُقدم العشاء في قاعة الطعام عند حوالي ال6 مساءً. إن الوجبات وتناولها المشترك هي نقاط استدلال في الزمان ومناسبات للعيش الجماعي بهدف إقامة علاقات اجتماعية والحفاظ على قواعد الصحة.

 

اشغال الفترة المسائيّة: لا يمكن معالجته بعزل عن تنظيم النهار. بالتالي لا يمكن مشاهدة التلفاز إلا بين الساعة ال4 عصراً وال10 ليلاً في بحر الأسبوع. أما أيام الآحاد والعطلة فيُسمح بمشاهدته طيلة النهار. إن الهدف هو احترام قواعد الصحة، وترسيخ محطات منتظمة في نمط الحياة وتأمين الراحة اللازمة لنشاطات اليوم التالي.

يحثّ مدراء النشاطات النهارية الفتيات على إقامة صلة بين النهار واليوم التالي، وذلك بواسطة  نشاطات تتم في وحدات العيش (فروض وتمديد لمشغل الرسم والقراءة الخ).

 

تأهيل القاصرات

على العناية بالقاصرات أن تكون بناءة. تُقاس نوعية العناية بإدراك خوف الفتاة من حجزها وإدراك قدرتها على تجنيد نفسها للخيارات المقترحة عليها للمشاركة في نشاطات مختلفة.

إن المقاربة التربوية تجنّد القاصرة أمام ضرورة وفائدة حقوقها وواجباتها كي تتقدم على الأصعدة التالية أي الدراسة والتدريب المهني والصحة والعلاقات العائلية.

إن الفكرة هي السماح للقاصرة بتحمل مسؤولياتها وذلك منذ اللحظة الأولى حتى يوم خروجها، بهدف تحديد خطة تأهيل شخصية وتدريجيّة والانطلاق في هذه الخطة.

إن إعطاء معنى للحجز وللعقوبة والحثّ على التأمل بالذات وإعطاء ديناميكية وقيمة للخطة والتجنيد لأجل مشروع ما والحدّ من تأثير المجموعة، هذه هي الخطوط الكبرى في إطار تأهيل القاصرات.

لا يقتصر النظام التدريجي على بعض التحسينات في نمط العيش في الحجز مقابل حسن السلوك لكن هدفه هو إعطاء قيمة لهذه الخطة وترسيخ نقاط استدلال زمنية ومنح الفتاة قدرة على التحكم بمدة حجزها والتحضير لخروجها بالعمل على تحميلها مسؤولية عملها.

 

يجب أخذ 3 ثلاث نقاط بعين الاعتبار:

 

تفريد النظام : يتخذ شكل مقاربة متباينة وفقاً للقاصرات ويفسح المجال أمام وضع منهج فردي. إذاً الهدف هو تحميل كل قاصرة مسؤولياتها وتفريد خطة تأهيلها حسب وضعها وإمكاناتها.

يجب الحفاظ على هامش للمفاوضة كل أسبوع إذا أمكن مع القاصرة وتحليل الفريق العامل لردود الفعل وللتصرفات الفردية، مثلاً رفض المشاركة في النشاطات، أو عدم احترام العقد الأساسي، كي تُناقش هذه الأمور مع القاصرة المعنية. إن العقد التربوي الذي يتضمن جدول عمل هو الأداة الضرورية في إطار كالذي يقترحه المركز، إطار ينظّم أيام الحجز. يجب أن يكون هذا العقد ثمرة مفاوضات منتظمة مع الفتاة بما أن الأهداف هي التوافق بالشكل الأمثل مع حاجات كل فتاة وشخصيتها ودفعها إلى " أخذ المبادرات"  بغية تقدّمها.

قد تبقى نقطة واحدة قيد التعليق : مدة الإقامة في المركز التي ليست دوماً من المعطيات القابلة للضبط، بالأخص في ما يتعلق بالمتهمات (الموقوفات).

 

التواصل مع العائلة : الأخذ بعين الاعتبار سلطة الأهل التي تبقى بين يديّ الوالدين خلال فترة حجز القاصر والحفاظ على علاقة عائلية بواسطة التأمين الدائم للمعلومات عن كيفية انقضاء فترة  الحجز، وذلك بإيجاد الأشخاص المقربين من القاصرة والذي يمكن إعداد مشروع انخراط اجتماعي معهم. يشكل " الدار" إطاراً مثاليا للحفاظ على العلاقة مع الوالدين، ما يسمح بإطلاع العائلة تفصيلاً على حقوقها وأيضاً على ما يترقبه الفريق العامل منها وكذلك لتشجيع استمرار العمل عبر تجديد العلاقة العائلية أو الحفاظ عليها.

 

مشروع الخروج : هو همّ حاضر لدى العاملين الاجتماعيين منذ وصول القاصرة المحتجزة. لكنه لا يحجب الدوافع التي أدت إلى قرار السجن.

إن زمن وجود الفتاة في الحجز قصير نسبياً (معدله شهران). وغالباً ما يكون حجزاً احتياطيا،ً لذا فالمهم في هذه المرحلة هو تجنيد القاصرة وعائلتها لخروجها، وذلك باستعمال عمل التأهيل كلّه الذي تمّ في فترة الحجز.

 

 

برامج التأهيل

إن وضع برامج تأهيل متنوعة في إطار نظام تدريجي، أمر أساسي بغية أخذ تطوّر السلوك الفردي بعين الاعتبار، وذلك بتكييف أجوبة الفريق العامل والمشاركة في البرامج. تتم برامج التأهيل على طريقتين: الطريقة المستعرضة للنشاطات التي تتعلق بالتدريب على الصعيد الشخصي، والطريقة الأفقية التدريجيّة التي تركز على موضوع التعلم المدرسي أو المهني أو حتى الإنتاجي.

 

 -1  البرنامج المستعرض للتطوير الشخصي

إن البرنامج المستعرض للتطوير الشخصي موجه للفتيات بعد أول أسبوع من وصولهنّ إلى المركز، أي بعد انتهاء فترة الاستقبال والمراقبة وذلك بهدف تعزيز صورة الذات واحترام الذات والآخر، وأيضاً للتعرف مجدداً على القيم الإنسانية والاجتماعية. يتم تنظيم عدة نشاطات جماعية بهذا الهدف:

 

 - مجموعات تواصـل: قيم عائلية واجتماعية، مواطنية واحترام القوانين.

 - دينامكية جماعية، تمثيل نفساني.

 - توعية وإعلام: نظافة وصحة وتربية وبيئة

       - النشاطات الرياضية والثقافية (مكتبة، مناقشة مواضيع، ألعاب اجتماعية، رياضة بدنية الخ).

 

إن اللجوء إلى متخصصين مهمّ على هذا الصعيد بسبب الانفتاح على العالم الخارجي وعلى مجموعة الصور الإيجابية التي قد يولدها ذلك. فعلى سبيل المثال، إن دورة إسعاف مع الصليب الأحمر سيكون لديها تأثير مجنّد وإيجابي يعطي قيمة مضافة على صعيدي التكيّف مع المجموعة واحترام القواعد.

 

 -2 برامج التعليم والإنتاج

تدخل برامج التعليم، النطاق المدرسي والتدريب المهني ومشاغل الإنتاج على حدّ سواء:

 

البرامج التربوية : إنها الأولوية للقاصرات اللواتي لم تتسنّ لهنّ فرصة للحصول على ثقافة مدرسية مناسبة لعمرهنّ. إن هذا البرنامج من مسؤولية مدير النشاطات الاجتماعية، وهو يتمحور على مستويين أو أكثر:

 

 ç تعليم الأمّيات: تُعطى دروس لتعليم الأميات مع مناهج شخصية (المرجع: موجز  تعليم القراءة والكتابة والحساب الذي أنجزه معهد المعلمين وال UNODC ).

                          

 ç رفع المستوى المدرسي: ابتكار دروس لرفع المستوى المدرسي بالطريق ذاتها لتعزيز مستوى كفاءة الفتيات المدرسية والثقافية.

 

ç المعلوماتية: المخصصة للفتيات ذوات المستوى الدراسي العالي. ستتضمن هذه الدروس تعلّم برامج Word, Excel, PowerPoint

 

التدريب المهني: يتكيف التدريب المهني مع الأنظمة المختلفة المقترحة كي يتناغم مع مقاربة  المركز التدريجيّة:

            

ç في النظام المفتوح والمغلق : تُعطى دورات تدريب مهني في المركز وذلك في حقول مختلفة استناداً إلى ترقبات الفتيات وقدراتهنّ. تُعتبر أمانة السر (السكريتاريا) المعلوماتية ومهن الطبخ كالحلويات تدريباًًَ محتملاً.

 

ç في النظام نصف المفتوح : يمكن للتدريب أن يتم في المهن الاستشفائية   المختلفة في مستشفى " ضهر الباشق" الحكومي، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار جدارة الفتيات دوماً. يبقى العمل كمعاونة تمريض أو معاونة تنظيف أو معاونة طهو حقلاً للاستكشاف.

 

المشاغل المحميّة: يمثل المال بالنسبة للقاصرة عنصراً مهماً جداً في مسيرة تأهيلها. وتُظهر أرقام جنوحية القاصرات أن 70% من الفتيات محتجزات بتهمة الدعارة. تطمح المشاغل المحمية إلى سدّ حاجة الفتيات إلى المال طبعاً لكنها تُعنى أيضاً بإعادة علاقة سليمة مع عالم العمل. تمّ الإبقاء على خيارين يتوافقان مع نظامي المركز:

 

ç في النظام المغلق والمفتوح : مع ابتكار مشغل حلويات تُباع منتجاته إما لمطعم سجن رومية الحكومي،  وإما لمستشفى " ضهر الباشق". إن هذا المشغل الذي سيتم في  قاعة الطعام والمطبخ يمكنه استضافة الفتيات فور انتهاء مرحلة الاستقبال والمراقبة، أي بعد أسبوع من دخول الفتاة إلى المركز.

 

ç في النظام نصف المفتوح : مع الاستفادة القصوى من قرب موقع مستشفى " ضهر الباشق" الحكومي، قد يؤدي التدريب المهني على المهن الإستشفائية المختلفة إلى عمل منتظم تدفع لقاءه إدارة المستشفى أجراًَ.

 

مهما كان دخل الفتاة، تحتفظ إدارة المركز بقسم منه كمكسب تأخذه الفتيات لدى خروجهنّ، ويبقى الجزء المتبقي بتصرفهنّ لتأمين شراء الحاجات المطلوبة. يجري التفاوض على توزيع الدخل بطريقة فردية مع كل قاصرة مع الأخذ بعين الاعتبار حاجاتها وواقعها عند خروجها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق