الجمعة، 8 مايو 2009

مشروع تربية الأسماك في النظام المغلق المتداور...

من اجل استخدام امثل للماء

 

باسم الاعظمي

ان عملية تربية الأسماك في النظام المغلق تعتبر من الطرق الحديثة والتي دخلت في عملية الاستزراع المائي، وهذه الطرق الحديثة تستخدم في كثير من البلدان لما لها من نتائج جيدة على تربية الأسماك اضافة الى ذلك فان هذه الطريقة لا تتطلب مساحات كبيرة او كميات كبيرة من المياه واذ يحول الماء المستخدم مرة ثانية وتعاد الى الأحواض بعد التخلص من كثير من الفضلات الموجودة فيها كذلك تستعمل هذه التقنية في المناطق التي لا تتوفر فيها المياه او تعاني من شحة المــــــــــوارد المائــــــــــــــية.

مشروع النظام المغلق

يمكن تعريف هذا النوع من التربية هو الا ستعمال الامثل للماء في الظروف الراهنة نظراً لما قد يمر به البلد من شحة الماء في الوقت الحاضر او في المستقبل اضافة الى عدم الحاجة الى حفر وتجهيز المبازل لغرض تصريف الماء بل على العكس من ذلك يمكن الاستفادة من كل قطرة ماء لصالح المشروع لاستمرارية العمل بأقل كلف وبأقل عدد من الايدي العاملة اضافة الى المردود المالي الجيد عند استغلال الامثل للأرض والماء.

ان الاستزراع (تربية الأسماك) في هذا النظام لا يعتمد على اضافة ماء الا بقدر ما يفقد خلال عملية التبخر والتنظيف وبهذا تعاد المياه الى الأحواض بعد تنقيتها وتعقيمها بعد كل عملية صيد او تنظيف.

حيث ان عملية التربية في هذا النظام مستمرة  على مدار السنة فعلى سبيل المثال بعد صيد عدد معين من الأسماك (1000-2000) من الأسماك البالغة وتسويقها يعوض الحوض بنفس العدد وهكذا تستمر عملية التربية على مدر السنة.

ويمكن تربية جميع انواع الأسماك التي تتطلب ظروفا معينة ودرجات حرارة معينة في هذا النظام.

وقد انتشرت هذه الانظمة في اكثر البلدان المتحضرة لما لها من نتائج ايجابية على المستوى البيئي والإنتاجي وعلى المردود المالي للاشخاص القائمين على هذا المشروع اضافة الى ذلك فان هذا النظام لا يتطلب مساحات او كميات كبيرة من المياه.

الفوائد

يمكن تلخيص فوائد هذا النظام قياساً بعملية التربية الاعتيادية بالاتي:

1- متطلبات الماء قليلة: النظام المصمم بشكل جيد لا يتطلب سوى 10-15% من المتطلبات اليومية للماء.

2- متطلبات الارض صغيرة: في المواقع التي تكون كلف الارض مرتفعة يمكن استعمال هذا النظام وبإنتاج عالٍ جداً قياسا بنفس مساحة الحوض الترابي حيث ان نسبة الارض (1/20) من مساحة الارض في الاستزراع التقليدي.

3- متطلبات العمل منخفضة (ايدي عاملة): ان نظام الماء المتداور ذات قياس 100 طن متري يمكن ادارتها بواسطة عدد من الاشخاص لا يتجاوز (2-3) قياسا بالاستزراع التقليدي اي بنسبة خمس العدد التقليدي.

4- السيطرة على نوعية الماء:

أ- يمكن السيطرة على درجات الحرارة والذي يساعد على تربية الانواع الذي تتطلب درجات حرارة معينة وعلى مدار السنة وبهذا يمكن تسويق جميع انواع الأسماك في جميع الفصول وبهذا يمكن السيطرة على الكميات والانواع في الاسواق.

ان المزارع التقليدية لا يمكن السيطرة على درجات الحرارة او على نوعية وصنوف الأسماك التي يمكن ترتيبها اكانت في الصيف او الشتاء.

ب- نوعية الماء: يتأثر الماء بكمية الاوكسجين المذاب PH. الماء في هذا النظام يمكن السيطرة على هذين العاملين المهمين والذي يؤدي الى زيادة الإنتاج.

5- الخطر الاوطأ للتأثير السلبي في حالات الطقس الغير ملائم: يمكن تقليل نسبة الخسائر نتيجة للظروف البيئية السيئة وتأثيرها على الإنتاج بواسطة  هذا النظام حيث ان جميع المزارع السمكية اكثر عرضة للكوارث الطبيعية –وتأثيرات المناخ- تلوث المياه- بينما التربية في هذا النظام فان كل الظروف الجوية من درجات حرارة الرياح- العواصف وغيرها مما ذكر اعلاه هو تحت السيطرة.

6- تأثير المشروع على البيئة: ان اطلاق او بزل الماء من الأحواض التقليدية هي بلا شك له تأثير سلبي على البيئة المائية لما قد تحمله هذه المياه من بقايا فضلات وبكتريا والتي هي بلا شك ملوث رئيسي للمصادر المائية بينما النظام المغلق يعالج الماء ويعاد استعماله من جديد حيث لا يبزل او تطرح أي كمية من الماء الى الخارج وان طرحت أي كمية يمكن الاستفادة منه في السقي الداخلي او جمع بقايا الفضلات والترسبات والاستفادة منها كسماد للزراعة.

7- السلامة الحياتية (البايلوجية): اذا صمم المشروع وتمت ادارته بصورة جيدة فان السيطرة عليه تكون كاملة أي هناك سلامة وسيطرة وتأمين جيد قياسا بالأحواض المفتوحة والتي تكون عرضة لجميع انواع الامراض والعوامل الحياتية.

تصميم النظام

ان تصميم نظام الماء المتداور يعتبر من الانظمة المركزة او المركزة جداً للتعويض عن الابنية والنشأت  التقليدية ذات مساحات وكلف عالية فهناك تصاميم حسب استعمالاتها.. فالشكل الدائري او البيضوي هي من التصاميم الشائعة وهناك الشكل المستطيل او المربع اما القاعدة فيجب ان تكون مخروطية الشكل لغرض جمع الفضلات والتخلص منها.

ان الشكل البيضوي من الاشكال المهمة في الاستزراع والخزن والصيد اما كثافة الاستزراع فهي اعلى نسبة من الأحواض الاعتيادية بنسبة ضعفين الى ثلاثة اضعاف.

ان الاستزراع المركز والمركز جداً يتطلب تغذية مركزة وكثيرة وان كمية الغذاء المعطى وبكميات كبيرة قد تكون المشكلة الرئيسية في كيفية اضافة الاوكسجين الى الأحواض.

ان معدل التغذية ومكونات الغذاء ومعدل التمثيل الغذائي وكمية الغذاء المتبقي كل هذه من العوامل الرئيسة المؤثرة على نوعية الماء في الاحواض ويجب أن تحسب عند تصميم الاحواض او عند ادارة المشروع ان مكونات التغذية تحتوي على بروتونات – كاربوهيدرات- دهون- رماد- سوائل.

ان البروتين الذي لا تستفيد منه الأسماك يطرح على شكل مواد عضوية (فضلات صلبة) هذه الفضلات مع بقايا الغذاء تتفسخ بواسطة البكتريا وهذه العملية سوف تستهلك الاوكسجين وتنتج الامونيا والذي يجب التعامل معه ضمن التصميم وعملياتها.

ولتقليل تأثيرها على نوعية الماء فان الفضلات الصلبة يجب التخلص منها بالسرعة الممكنة وتقسم الفضلات الصلبة الى انواع:

1- الفضلات المترسبة: يجب التخلص منها باسرع وقت ممكن وهي تلك التي تترسب في القعر خلال ساعة في ظروف هادئة وهذه المواد اما تترك لكي تترسب في الأحواض الدائرية والتي يمكن تحريكها الى وسط الحوض حيث انبوب التصريف او تركها لفترة ثم تتم ازالتها.

2- الفضلات العالقة: هي الفضلات التي لا تترسب في الظروف الهادئة خلال ساعة وهي عبارة عن فضلات دقيقة اصغر من (30 مكرون) وتكون اكثر من 50% من المواد الصلبة العالقة في هذا النظام والمواد العضوية الصلبة المذابة (بروتين) يمكن ان يساهم ايضاً في استهلاك الاوكسجين اذا ترك بدون المعالجة.

المواد الصلبة المذابة والمواد الدقيقة العالقة يمكن ازالتها باستعمال طريقة تسمى:

(رغوة التجزئة) التقطير Foam fre actionation)) او (قشط البروتين) (protein skimming) رغوة التجزئة عبارة عن عمل فقاعات هوائية من قعر الحوض الى الاعلى حيث ترتفع الفقاعات من القعر الى الاعلى ملتصقة بها الاجسام الدقيقة الصلبة مكونة رغوة غنية بالبروتين على سطح الماء وهذه الرغوة المتكونة تزال من وحدة التجزئة (التقطير) الى أحواض لجمع الفضلات وبتصميم ملائم لوحدة التجزئة (التقطير) يمكن التقليل من نسبة العكورة واستهلاك الاوكسجين والاختبار الاخر هو استعمال التنشيط البايلوجي بواسطة نظام السيطرة البكتيرية لتنظيم معدلات الكاربون والنتروجين في النظام، وكل عمليات التخلص من الفضلات تتم بواسطة مرشحات ميكانيكية وبايلوجية المسيطر عليها بواسطة معدات خاصة لهذا الغرض.

ان الامور المهمة في نظام مشروع الماء المتداور هو تنظيم الامونيا NH4) ) ولغرض الحفاظ على تركيز الامن من NH4) ) يجب ان تكون نسبة ازالة الامونيا مساوية الى نسبة الإنتاج في اعلى مستوياته، لغرض الحفاظ على نوعية الماء المتداور والخالي من أي معوقات قد تؤثر على التربية.

الابنية والنشأة

نظام الماء المتداور المغلق لا يعتمد على مساحات كبيرة بل هي عبارة عن أحواض كونكريتية او معدنية او فايبر كلاس باشكال دائرية ومربعة ومستطيلة او بيضوية.

وقد تختلف احجام الأحواض حسب الصنوف المراد ترتيبها او الاوزان المراد الحصول عليها، فهناك الدائرية بقطر 3م وعمق (1،2-1،5) او مربعة (5×5) م او مستطيلة (10×5) م او بيضوية (4×10) م وهكذا وبعبارة اخرى لا توجد هناك احجام او اشكال محددة.

ولكن اهم ما في التصميم ان تكون قواعدها مخروطية الشكل تقريباً في الأحواض الدائرية ومائل قليلاً في الأحواض المربعة والمستطيلة مع مجرى الماء في الوسط او الجانب لغرض تصريف الماء والفضلات.

ومن الامور المهمة والاساسية في هذا المشروع هو ضخ الأوكسجين الى الأحواض لمدة 24 ساعة يومياَ وبدون توقف الا في حالات التنظيف فقط وكذلك استمرار إضافة الماء الى الحوض.

عملية تصريف وترسيب الماء

النظام المغلق يحتاج الى ثلاثة مصادر اساسية:

1- مصدر الماء (قنوات، ابار، او اي مصدر مائي).

2- مخزن (خزان) ماء كبير.

3- مجموعة اعادة الماء وتتكون من:

أ- مجموعة الترسيب: عبارة عن أحواض بجانب أحواض التربية او جزء جانبي من حوض التربية لغرض جمع الماء الفائض اليها وفي هذا الحوض هناك مجاميع من الحصى (3 احجام- كبير- وسط- صغير) وقد تضاف اليها كطبقة رابعة بعض الفحم- عمل هذه المجموعة ترسيب جميع العوالق عليها.

ب- مجموعة أحواض بحجم (50 طن): لغرض جمع الماء من هذه الأحواض وهي ايضاً مجموعة ترسيب ثانية.

ت- حوض كبير (بناء كونكريتي بحجم 100 طن): لجمع الماء وهب ايضاً عبارة عن أحواض ترسبية ثالثة، حيث يمكن التخلص من الامونيا- النترات- المواد العالقة.

ث- يمكن جعل عملية التعقيم اكثر تعقيداً: وذلك بإضافة مجموعات أخرى لغرض التعقيم البايلوجي، بمعاملتها بواسطة الاوزون O3) )او الاشعة فوق البنفسجة (UV).

الخلاصة

اولاً: نظام التربية في نظام مغلق (داخل مسقفات)

أ- يمن الاستفادة من مشروع الماء المتداور في السيطرة على جميع المؤثرات الخارجية من درجات حرارة –O2-PH- التغذية –الغذاء.

ب- يمكن تربية جميع انواع الأسماك وفي جميع فصول السنة

ت- المحافظة على الانواع النادرة والاقتصادية والمرغوبة في الاسواق

ث- احتياات للماء قليلة جداً

ج- يمكن السيطرة على جميع الامراض في الحوض والتي قد تصيب الأسماك

ح- سهولة السيطرة الكاملة على المشروع

خ- تقليل الجهد والوقت والايدي العاملة

د- سهولة المشاهدات اليومية وتسجيلها

ثانياً: نظام التربية في نظام الماء المتداور المفتوح:

ان المبادئ الاساسية في هذا النظام هو نفس النظام المعمول به في النظام المتعلق من حيث التصميم – الماء – الغذاء – الامراض ...........الخ. ولكن الاختلاف الوحيد هو السيطرة على درجات الحرارة حيث ان هذا النظام يعتمد على درجات الحرارة الخارجية ويختلف باختلاف درجات الحرارة الخارجية.

ثالثاً: يمكن استعمال هذا النظام في التربية المكثفة:

ما دمنا نتمكن من السيطرة على العوامل المذكورة اعلاه وخاصة كمية الاوكسجين المذاب الذي هو المفتاح الاساسي لهذا النظام.

وكذلك يمكن السيطرة على حركة الأسماك في الأحواض اذ ان حركة الأسماك في الأحواض الترابية الكبيرة التقليدية يسبب فقدان طاقة كبيرة من الأسماك ويقدر بين (17-20)% ويمكن الاستفادة من هذه الطاقة بخزن الغذاء في الجسم وهذا يساعد على زيادة في وزن السمكة وهذه من الامور المهمة والاقتصادية في تربية الأسماك ولترشيد استهلاك الغذاء.

*ليس هناك تأثيرات بيئية في هذا النظام

*المشروع لا يحتاج الى مساحات كبيرة من الارض ولا كميات كبيرة من المياه .

هناك 3 تعليقات:

  1. طريقه ممتازه ممكن فكره عن كلفة المشروع بالدولار وكمية الإنتاج

    ردحذف
  2. طريقه ممتازه ممكن فكره عن كلفة المشروع بالدولار وكمية الإنتاج

    ردحذف
  3. طريقه ممتازة في التربية

    ردحذف